تنويه خاص
سر الحياة هي مجموعة من الخواطر و القصص على صيغ مختلفة
تلتقي بمراحل معينة من حياتي في الطفولة و الشباب و الكهولة .هي ليست مذكرات و لا
سيرة ذاتية ، و إنما وقفات غير مرتبة كرونولوجيا استثارتها بعض تأملاتي في حياتي و حياة الناس ممن أعرف و ممن لا
أعرف.
زبالة خيمي أو آخر الأحلام
يقول علماء النفس إن اللعب بالنسبة للطفل عمل غريزي .لهذا
تجده لا ينتهي من اللعب و إنما ينتهي من
نوع ليتحول إلى نوع آخر من أنواع اللعب .و لا ينتهي من اللعب تماما إلا عندما يتعب
و ينام .
ما علاقة هذه المقدمة
بزبالة خيمي ؟
زبالة خيمي اسم يعرف
معناه من عاش معي في حي السباته بمدينة مكناس المغربية في الخمسينات و
الستينات .
زبالة خيمي بالنسبة
لأطفال جيلي المحرومين ،اسم أطلقه من أطلقه دون أن يفكرـ ربما ـ في أبعاده في نفوسنا
التي امتزج فيها الحرمان و الحلم .
زبالة خيمي كان اسما و رمزا
في آن واحد لجنة الأطفال في الأرض .
كنت أعرف من خلال بعض
قراءاتي و أنا طفل و من أساتذتي الكرام في بعض مستطرداتهم خلال دروس التربية
الإسلامية ، أن الحيوانات المفترسة ستتحول آخر الزمان إلى حيوانات أليفة و كنت
أتخيل كيف سيصبح الأسد الذي كنت أراه في حديقة بانيو بطريق الرباط أو الحبول بوسط المدينة في وداعة الكلبة "لايكة " التي فتنتنا قبل أن تضيع أو
صبر كلبنا "اللابوني " الأسود
البني الذي لا أذكر مصيره هو الآخر .كنت أتخيل لو أصبح أسد الأطلس ذاك أليفا كما كانت لايكا و اللابوني،كانت متعة لا تضاهى
.ما لم أكن أتخيله هو و جود مكان ترمى به اللعب و غيرها من الطيبات اي مطرحا سماه
من سماه "زبالة خيمي" .
زبالة خيمي هي إذن مطرح .
و لكن بما أننا نعيش بين الأزبال فلامانع من وجود زبالة للألعاب و الطيبات .
مابقي غامضا لدي إلى
اليوم هو كلمة خيمي هل هي اسم شخص ما كان يحرس الزبالة و يملك مفاتيحها ،أو هي كلمة
منحوتة من كلمات أخرى.ليتني أتمكن يوما ما من التواصل مع جارنا الشاب الذي كان يحكي لنا عن مكنونات زبالة
خيمي .لتني أستطيع لقيا الساحر الذي كان يسحرنا بكلامه الشيق عن زبالة خيمي و يؤملنا
بزيارة قريبة لنا وباصطحابنا كلنا نحن الأطفال المتجمعين حوله و المشدوهين لكلماته
المتتبعين لقسمات وجهه و إشارات يديه .
إشارات لم أستطع من خلالها تحديد الإتجاه الحقيقي الذي توجد به زبالة خيمي .لكن كان لدي عزم كبير على
معرفة مكانها عاجلا أو آجلا .
فكوننا جيران للساحر
الشاب كان يبعث في أمل اصطحابي و أخوي إلى هنا في إحدى صبحيات الجمعة الباكرة يوم
كانت الجمعة عطلة مدرسية هي و الأحد . الأمل الثاني كان اجتهادي في تفسير إشارات
الشاب الساحر للإتجاهات الأربعة . قسمات وجهه كنت أتحاشاها و لم أقو على تتبعها
لأنها كانت طعن جرح تعسر الوصول إلى جنتي و تشوش علي في عملية استنباط الإتجاه
الحقيقي لمكان وجود زبالة خيمي من إشارات
يديه.
و أذكر كيف كنت اتعامل مع الموضوع بحيث أنني استبعدت الشرق لأنه لم يكن يشير إليه إلا نادرا
و استبعدت الغرب لأن فيه زبالتي مولاي ملايانا الكبيرة و الصغيرة و قد قتلتهما
نبشا يوم كنا نبحث عن قطع النحاس غيرها
مما كنا نبيعه بالكيلو للمرحوم بونواقش بجوطية باب الجديد . استبعدت الغرب إذن
وبقي الشمال و الجنوب .كان شمال المدينة
منطقة جذب لي دائما و إلى يومنا هذا رغم أختلاف مسوغات اليوم عن أختها بالأمس
القريب .فحمرية و هي الإسم المشهور للمدينة الجديدة بشمال مكناس كانت كما قلت
منطقة جذب لي و أنا أتخيل زبالة خيمي و ذلك لأعتبارات عدة منها كونها تتوافق مع
إشارات الشاب الساحر و كونها منطقة نظيفة و محترمة جدا و كونها موطن و مسكن عدد من
المعمرين الفرنسيين الميسورين سواء منهم النصارى الذين دخلوا مع الإستعمار الفرنسي
أو اليهود الذين جاؤوا كمعمرين أو تركوا إخوتهم الفقراء بالملاح( أو حارة اليهود)
البالي أو الجديد ليتماهوا ويختلطوا بالنصارى الفرنسيين لغرض في نفس يعقوب.
حمرية أو المدينة الجديدة جمعت كل أولئك و رجحت
بذلك كفة و جود زبالة خيمي هناك .و لكن كان هناك مشكل و هو كيف يمكن أن تجمع حمرية
بين جنتين : جنة خيمي و جنة الحلويات و الألعاب و.. . لأول مرة أستعمل جنة خيمي
عوض زبالة خيمي .ليس هنا تناقض أبدا لأنني بما اعرفه عن حمرية بعماراتها الشاهقة و
سكانها الأثرياء المعرفين بملابسهم الأوربية و عاداتهم الإحتفالية و البهرجة التي
تظهر بها في أيام عيد الميلاد ، و ما كنت أسمع عنا من محيطي كل ذلك لم يكن ليتوافق
مع كلمة زبالة بل يناقضها .كيف لا و كنت أسمع و أرى بنفسي كيف أن حمرية كانت
نموذجا مصغرا لمدينة فرنسية متقدمة بالمغرب .الناس يتحدثون بالفرنسية و يلبسون
الزي الفرنسي الذي تعبق منه العطور
الغالية .شعور رجالهم مرجلة بالبرييانتي الأزرق و أسنانهم نظيفة و مستقيمة ليست
كأسنانا و شعورنا المشعثة .كيف لا تكون زبالة خيمي أو جنة خيمي بين ظهرانيهم ؟كيف
لا تكون بينهم و أنا ألاحظ أثر النعمة على كل من عمل معهم أو اقترب منهم . لن أنسى
التعويضات التي كان يحصل علها عمال شركة السكك الحديدية أو ما كان يطلق عليه وفي
وقتنا عمال طانجي فاس . إن كنت أنسى فلن أنسى اللعب التي كان يحصل عليها أترابنا
من أولاد عمال شركة طانجي فاس بمناسبة أعياد السنة الملادية الجديدة . لم يعد
يهمن
تنويه: الغرض من الفاصل صوت الموسيقى و ليس المشاهد .
... معذرة لقرائي خاصة من جيلي ،فلقد مارست على نفسي أقسى درجات
الضبط لكي لا أبكي و أنا أكتب هذا المقطع
لكني اضطررت للتوقف عن الكتابة لدقائق سمحت بها لنفسي كي ألبي رغبة جارفة في
البكاء الحار الجاد . فاسترجاعي لتلك
الذكريات أثار شجون شعور قديم بالحرمان.ذاك الذي كنا نعيشه، حرمان كنا نهرب من
ألمه باللجوء إلى الطبيعة نشغل أنفسنا باكتشاف أسرارها و خباياها. أياما كاملة و
شهورا كاملة و سنوات كاملة عرفنا خلالها معنى الفصول الأربعة قبل أن نعرف المدرسة
.و تعرفنا خلالها على أصناف الطيور النبات أشكالها و أوقات ولادتها و موتها قبل أن ندرس
الطبيعيات .كانت مددا بعيدة عرفنا فيها
أصناف الألعاب كرة القدم و العدو الريفي و ديني عراب و القفز على الأسوار و من
الأسوار و تسلق الأسوار. كنا نهرب من عالم الظلم الذي كنا نشعر به دون أن ندركه
بصناعة لعبنا و ابتكارها من الأسلاك الحديدية و النحاسية و علب المصبرات. كنا نصنع
كل شيء حتى الحلوى ،يكفي أن يحضر الأتراب سكرا و عود ثقاب و الباقي كله في الطبيعة
الورق أي الكاغد و الماء من السقاية و ثلاثة أثافي توضع عليها علبة مصبرات بها ماء
السقاية و السكر و ننتظر وبأيدينا كؤوس الورق المخروطية بعود في القلب ولا نلبث أن تصب فيها السهارة الحلوة .
ناهيك عن القنبول و صناعة المظلات و الأوراق الطائرة ... كنا نلعب بكل شيء حتى الطين الذي كان والدينا
يوصوننا بتجنبه حتى لا نوسخ ألبستنا. الطين الذي كنا نقيم به الأبنية التي سكناها بأحلامنا والأفران التي كنا
نحميها بحماستنا قبل النار، والتي نصنع بها خبزا طينيا كنا نراه حقيقيا في أعيننا
الواسعة الحالمة خبزا خبزا، ياما شممنا منه رائحة الخبز الحقيقي و قد غطتنا سحابة
ما بعد الزوال و فجوة وقت وجبة الغذاء.
كنا نهرب من عالم الظلم ذاك بدفع مستمر لحدود
طاقتنا و قدراتنا على التحمل و الإبتكار في عالمنا الصغير.
ما أثار شجوني ليس شعوري اليوم بظلم الأمس و لكن
كوننا حتى و نحن نحلم فإننا لم نستطع استحضار كرمتنا البشرية :
كنا نحلم بزبالة ، أقول
زبالة إسمها زبالة خيمي .
أعود لا ستنباطاتي الجادة
في تحديد مكان زبالة خيمي .الشرق إذن غير وارد و الغرب ميؤوس منه . كنت أتحدث عن الشمال و عن
حمرية المدينة الجديدة الفاضلة المفضلة .
كنت على وشك الإقتناع بها مكانا مناسبا لاحتوائها زبالة خيمي لكن شيئين منعاني من
الفصل في ذلك . شيء يرجح ظني و آخر لا يرجحه . فأما مايرجح ظني فكون ما كنا نعرفه
عن النصارى و ممن كان يشتغل في حمرية أن
هؤلاء أغنياء و أنهم يتخلصون من الأشياء القديمة و يقتنون دائما الجديد .و هذا
يعني تلقائيا في ذهني أنهم يرمون بما يفيض عن حاجاتهم في زبالة خيمي اللعب الأكل و الشرب الملابس الحلويات و
الشوكولاتة و أنواع الجبن . لم تكن اللحوم تهمني لأنها غير مذكاة و قد تكون مختلطة
بلحوم الخنزير. اللحوم لم تكن مهمة بالنسبة لي المأكولات و الشروبات مهمة و لكن ما
كان ذا أهمية لدي هو اللعب .
زبالة خيمي فيها الأكل و
الشرب و اللعب فيها ما لا عيني رأت و ما لا أذني سمعت و لا ما خطر على قلب صبي .
هكذا كنت أرى زبالة خيمي و لقد صدق ظني أو كاد عندما رافقت والدي في يوم من الأيام
إلي حمرية . كان ذلك اليوم نقلة حقيقية في حياتي .كنت كثيرا ما أرافق والدي إلى
حمرية و من خلالها تعرفت على كثير من مرافقها الإدارية و مقاهيها .
كنت أشعر بالرهبة و الغبطة و أنا في حمرية
.الرهبة لأنني كنت أتهيب من الشرطة التي كانت متواجدة بكثرة هناك و التي كانت
تتدخل لأعتقال أو إبعاد كل من رأت أنه لا يتناسب مع النسيج الإجتماعي الفريد
لحمرية .لكن تلك الرهبة كانت تزول و أنا أشعر بالحضور القوي لوالدي هناك .فقد كان
لباسه كلباسهم : بذلة و سروال في نفس اللون و حذاء لامع براق أفضل من أحذيتهم أقصد
المستوطنين من سكان حمرية .كان حذاء أبي دائم اللمعان . حضور أبي لم يكن مقتصرا على لباسه و لكن على
شكله الخارجي .كان حليقا ممشط الشعر برائحة دهن البرييانتي المشهور الذي يبرز
السواد الجميل لشعره .ازدان كل ذلك بمشيته الرزينة الثابتة التي ورثها من ماضيه
العسكري مع الجيش الفرنسي خلال الحرب العالمية الثانية . كان أبي أنيقا جدا . كانت
رهبتي تموت تماما و أنا أستمع إليه و أنظر إليه و هو يتكلم مع الفرنسيين بلغتهم . هذا
عن الرهبة .أما عن الغبطة فقد كنت أشعر بالغبطة عندما أذهب إلى حمرية ـ الموطن
المحتمل لزبالة خيمي ـ لأن الناس كان يتفاخرون باقتنائهم من بوتيكات حمرية و دراستهم في مدارس حمرية و
جلوسهم بمقاهي حمرية و أكلهم بوظة حمرية و خبز أو كومير و بوتي بان
حمرية ... حمرية إذن مرجعية ثقافية
و اجتماعية و اقتصادية لأهل مكناس . و لكونها كذلك في لاشعوري أنا أيضا فإني كنت
أشعر بالغبطة في نفسي عند زيارتها ، و
الغبطة أو الغيرة و الحسد من أترابي عندما أحكي لهم عن مشاهداتي و مأكولاتي و
مشروباتي مع أبي هناك .
قلت سابقا أنني زرت حمرية مع والدي و قلت إن ذلك اليوم كان نقلة حقيقية في حياتي و السبب أنه
أخذني لأول مرة إلى جنة حقيقية للأطفال، جنة اسمها مونوبري ،
المركز التجاري
المشهور الذي عاد بسلسلة متاجره اليوم إلى المغرب .مونوبري كان المرور بقربه و ليس
دخوله مرجعية و امتيازا لمن هم خارج حمرية و الإقتناء منه كان ميزة حتى لقاطني حمرية
.دخولي لمونوبري بصحبة والدي كان لحظة فارقة في حياتي ليس لقيمته الإجتماعية و
الإقتصادية ،فقد أدركت ذلك لاحقا .زيارتي لمونوبري في الستينات بحمرية مكناس كان
لحظة فارقة بالنسبة لي لأنه كان المثال الحقيقي لما كنت أتخيله عن زبالة خيمي . الوفرة
التي كانت تقدم بها البضاعة في الرفوف و الأروقة الواسعة و أنواع الحلويات و الوفرة التي كانت تقدم بها . معذرة لا أجد كلمة
وفرة تعبر عن إحساسي أنذاك لهذا سأتناول الموضوع بطرح تساؤل عميق : تصوروا كيف يكون إحساس طفل الأثافي الصغير و
المخروطات الورقية و هو يجد نفسه أمام صناديق زجاجية لا رقيب عليها بعمق متر مليئة بأنواع الحلويات و
الشوكولاطة الملفوفة في الأغلفة التي لا تقل فتنة عن محتوياتها؟ تخيلوا طفلا استفاق
في رواق اللعب : الأحصنة الدمى المسدسات البسة البوليس و العسكر و الدمى و الأحصنة
و الحيوانات التي يخيل إليه من سحرها أنها تسعى .تخيلوا كيف وجد الدراجات و
السيارات و الطائرات بما يحلم به من ألوان رهن إشارته يلمسها أو يركبها كما شاء . كيف
سيكون حاله و حول كل ذلك و معه شقراوات وسوداوات بيض ابتسامتهن تقول له: هيت لك في تعبير رمزي عن مفهوم السيلف سيرفيس الذي تعرفت عليه مبكرا هناك
.
ما رأيت في ذلك اليوم جعلني اتمثل ما يمكن أن تكون
عليه زبالة خيمي التي يحكي لنا عنها جارنا الساحر . لكن رغم ذلك ظللت أشك في و جود
زبالة خيمي في حمرية و السبب في ذلك هو أن
مونومارشي الذي أحيى حضوره ميتولوجيا زبالة خيمي و جسدها في ذهني هو نفسه الذى
أبعدها عن احتمال وجودها في حمرية وسبب ذلك بالنسبة لعقلي الصغير الباحث ، أولا
استحالة وجود جنتين في مكان واحد جنة مونومارشي و زبالة خيمي .و ثانيا استحالة وصول جارنا الساحر إلى زبالة خيمي إن
كانت بحمرية و هو صاحب السحنة العليلة و
الملابس الرثة و الشعر المشعث .فكل ذلك يجعله من المؤهلين للإعتقال أو الإبعاد من
طرف الشرطة فور اقترابه من مداخل حمرية .و ثالثا دخولي لمونومارشي و
وفرة كل المتطلبات و سهولة اقتنائها و إخراجها لم يفسر لي لماذا َو لمَ لمْ ُيظهر لنا جارنا الساحر في يوم من الأيام شيئا مما يوجد في زبالة خيمي .
لم تكن خيبتي في عدم و
جود زبالة خيمي بحمرية بأقل من خيبتي في
تسمية المكان الذي يشبه ما في ذاكرتي عن زبالة خيمي باسم مونوبري أو مانو بري كما
مان متدولا في محيطي . هيه هيه و كأنني
كنت أنتظر أن يغيروا اسم مونو مارشي باسم زبالة خيمي ...
خلاصة الموضوع أن ما رجح
ظنني في احتمال و جود زبالة خيمي في الشمال هو الذي أدى إلى عدم ترجيحه .
بقي الجنوب و هو موطن
الأسرار بالنسبة لي . فقد كان جارنا الساحر يشير إليه أكثر من غيره . و أنت تنظر من
المنطقة المسكونة بحي السباتة نحو الجنوب
لم يكن هنا مجال لوجود زبالة خيمي لأن المجال كله كان عبارة عن حقول قمح
ومنابت زيتون و بينها ممرات بين حي السباتة و تواركة . كان ذلك الفضاء بكل مايحويه
موطن لعبنا و حفرنا . كان مجالا لحروب حقيقية بالحجارة بين حيي السباته و تواركة . فكل نبتة أو حجرة أو ذرة تراب ستحدثك عن ألعابنا و قصصنا و عنفنا
و عنفواننا و لن تحدثك عن شيء يسمى زبالة خيمي .
كانت الأرض تنحدر من دور
السباتة المطلة على الحقول لترتفع تدريجيا من وسط المجال إلى أولى الدور بحي
تواركة و كان الناظر من جهة السباتة يصطدم بصره بالسور الإسماعيلي العتيد الذي يحجب الأفق . و يظل السؤال :هل زبالة خيمي
وراء ذلك السور ؟
كان والدي يرحمه الله
يهرب من أذى الناس إلى سلام الطبيعة و من صعوبة
الحياة اليومية إلى بساطة الحياة الطبيعية
. كان من الناس الذي يتأملون و يقرأون دروس الطبيعة و
أرادنا أن نكون كذلك . فمن أقدر من الطبيعة على التربية ؟ كان رغبته تلك فرصة لي
لاستكشاف آخر موطن محتمل لزبالة خيمي .
مرت سنوات وسنوات ونحن مع
أبي نصول و نجول خلف السور الإسماعيلي العظيم قبل معمل سيفسطا للأنسجة و مابعد
سيفسطا وما بعد بعد سيفسطا من جهة تولال و آكوراي عبر معمل الخشب و من جهة بوفكران .
كنت أبحث عن زبالة خيمي
و كان أبي يبحث عن الهناء ،
كان زادنا البرتقال و الخبز الذي نحمله بالتداول داخل الوعاء الصغير على أكتافنا.وكان
زاد أبي الرضى .
لا أذكر أنني سألت أبي عن
زبالة خيمي . فلقد كان الشخص المؤهل للإجابة
لقد كان يعرف كل شيء .
هل خفت أن يعرف سري نحو السعادة ؟
هل خفت أن يسخر مني؟
أظن أنني ظلمة الحرمان و ألمه كانت واقعي .و
زبالة خيمي كانت حلمي المجنح .و كنت أفضل
لا شعوريا الإبقاء على آخر الأحلام .
Jamiiiile Jidane
ردحذفMashae allah :D
أشكرك على إطلالتك
ردحذف