ســـــــر الـــحـــيـــــاة (بدايات القصة السرمدية )
تنويه خاص
سر الحياة هي مجموعة من الخواطر و القصص على صيغ مختلفة تلتقي بمراحل معينة من حياتي في الطفولة و الشباب و الكهولة .هي ليست مذكرات و لا سيرة ذاتية ، و إنما وقفات غير مرتبة كرونولوجيا استثارتها بعض تأملاتي في حياتي و حياة الناس ممن أعرف و ممن لا أعرف.الحلقة الأولى كانت بعنوان : طفل من خيال .الحلقة الثانية بعنوان:
بدايات القصة السرمدية (1)
لما كنت صغيرا سنح لي قربي من والدي يرحمه الله بالتعرف و الإقتراب من كثير من المواضيع التي لم يـُتـح لغيري التعرف عليها عن قرب و في ذلك السن. مواضيع الحرب و السلم ، و الغلاء و الرخاء ، و الفلاحة و الصناعة و التعليم و أسباب التقدم و التأخر وسُبـُل التنمية ... و غيرها من مواضيع الحياة . لكني سأخصص سطور اليوم لمواضيع الحب و الكره بين الرجال و النساء ، و ذلك في جزئين.
لقد كان استماعي لكثير من الرجال يشكون من عدم تذوقهم للسعادة في حياتهم الزوجية مثار آهتمامي .لم أكن و أنا ابن الست سنوات و ما قبلها و ما بعدها لأفهم كلامهم. و لكن مع تكرار المواقف اصبحت أشعر بمشكلاتهم و إن لم أفهمها. سحناتهم و قسمات وجوههم و تكرار أحاديثهم المريرة أشعرتني مبكرا بالخيبات التي كانت تستولي على هؤلاء الرجال إلى الحد الذي جعلهم يبدون أمامي أقزاما مقهورين خاضعين مستسلمين لأقدارهم ولنقل لزوجاتهم.
لما تشربت مرارتهم و عشت خيباتهم معهم ، غمرتني أسئلة بديهية ليس عن الأ سباب الكامنة وراء ما يعانونه بل عن أسباب تحملهم كل ذلك . بمعنى آخر ظللت لفترة طويلة أتساءل بمونولوجية مؤرقة و طفولة ساذجة:
كيف يعانون ما يعانون و هم الأشداء ، الأقوياء..أعني رجـــــــال؟
كيف لايــُــنهون مشاكلهم و هم يعرفون كل شيئ عن كل شيء ؟
أليسوا هم من يوجهوننا و يحلون كل مشاكلنا و كل المشاكل ؟ فلماذا لا يحلون مشاكلهم ؟ بالنسبة إلي كان الرجال لا يحلون المشاكل فقط بل يتصدون لها قبل أن تقع .الرجال عجيبون...
لكن...
كيف غُــُـلبوا و هم الغا لبون ؟
كيف لم يتمكنوا بهاماتهم الطويلة و أصواتهم الجـَهـْوَريـة من خلع قلوب من يعذبهم من تلكم النساء الغــــالبـــات ؟ أو برامــــــــل البارود كما كنت أسمع كثيرا...
كيف قــُهروا ممن يقهُره فأر... مجرد فأر ... مجرد فأر؟ كيف؟
احتكاكي بأولائك الرجال المقهورين جعلني اعرف لاحقا ان حالتهم تلك هي ما يعرف بالشقاء في الحياة الزوجية . و أن ما كانوا يبحثون عنه هو السعادة في الحياة الزوجية...
و تلك قصة أخرى. يُتبع تحت عنوان : زبالة خيمي أو جنة الأطفال